تنازل دورينا عن قوته وعن تلك الصدارة التي كان عليها في سنوات مضت .. هكذا قلت وكتبت وغردت عن حقيقة مهما تكالبت ردود الفعل المضاد حولها إلا أنها ستبقى واضحة المعالم ودليلها تلك المستويات المتفاوتة التي قلصت حجم الفوارق الفنية بين من يتصدر هرم الترتيب وبين من يتذيل مؤخرته .
- أنظروا في مصير الفتح الحامل للقب الدوري الموسم الماضي حتى تشاطروا قناعتي بأن دورينا اليوم لم يعد قويا ولا مثيرا ولا مغريا للمتابعة سوى في ما يحيطه من تصريحات وبرامج وكتابات وسجالات بين المدرجات .
- الفتح هو حامل اللقب بات في هذه المرحلة على مقربة من الهبوط وهذه الحالة إن دلت على شيء فدلالتها البارزة هي بساطة تحقيق هذا اللقب حتى من قبل الفرق الصاعدة، ومثلما نجح الفتح في تسجيل اسمه في قائمة الأبطال المتوجين بهذا اللقب فالبقية بداية بنجران وانتهاء بالعروبة قد يكررون قريبا هذا الحدث طالما أن الكبار الذين عرفناهم بتاريخهم الطويل تنازلوا سريعا عن الموقع والمكان الذين كانوا فيه.
- فنيا لم نعد نرى ما يغري لحضور الجماهير في المدرجات بكثافتهم المعهودة سابقا إلا فيما ندر من اللقاءات فدورينا لايزال يعاني، يعاني ضعف المستويات ويعاني ضعفاً كاملاً في العوامل المساندة وأعني بها منظومة اتحادنا الموقر، تلك المنظومة التي لم تحسن في صناعة المفيد بقدرما كانت ولاتزال تسير في الاتجاهات الخاطئة، ولعل التحكيم خير من يمكن الاستدلال به لتأكيد هكذا حقيقة .
- بالطبع لن أنتقص من حضور النصر وتميزه، وإذا ما كررت تدوين قناعتي حول ضعف الدوري فهذا لايعني بالضرورة الانتقاص من قوة هذا الفريق البطل الذي يغرد خارج السرب .. أقول ذلك معتقدا بأن أي تقييم لوضعية مسابقة الدوري اليوم لن يختلف عن ما كان عليه الموسم الماضي، فالطريق مفروشة لكل من يرغب في تحقيق اللقب والمتواضع يتفوق على صاحب الإمكانات والفريق المحدود ينتصر على نظيره الذي يحمل التاريخ والبطولات والجماهيرية .
- المحزن الذي قد يضاف بين سطور المكتوب أن البطل الذي يكسب ود الدوري سرعان ما يغادر لينافس على الهبوط، وهذه الظاهرة لانتمنى حضورها مع النصر فالكل هنا يتساءل هل ما حدث للفتح سيعود من بوابة النصر؟ أم أن الصورة مختلفة والمشهد مغاير؟
- سؤال كهذا يعصب علينا معرفة جوابه وإن كنت معكم اتفق على أن فارس نجد العائد إلى قمة البطولات وأعتابها لن يتنازل عن المكاسب التي حققها إلا إذا كان حضوره اليوم مجرد (فقاعة صابون).
- ببساطة علينا أن نعترف أن دورينا تغيرت ملامح القوة فيه، وإذا ما سار على منوال مايسير عليه اليوم فالقادم سيجعل مدرجاتنا خاوية وبالتالي ومن أجل أن نقف ضدا لذلك علينا أن نعمل ونستغل سلبيات المراحل الماضية بما يكفل لهذا الدوري استعادة وهجه المفقود، أما المكابرة والعزف على مقولة (دورينا أفضل دوري ) فهذه هي الكذبة الكبيرة التي مهما حاولنا تمريرها أو الاقتناع بها ستبقى مكشوفة ولن يقبل بها الجمهور الواعي الذي يملك من الحصافة ما يجعله يفرق بين ما يراه وبين ما يقوله الواقع..
وسلامتكم.
الرياضية
رقم العدد:
9639
تاريخ النشر:
2014-02-19