أعتدنا كمواطنين سعوديين على سماع الكثير من التهم و التلميحات التي تصفنا بأننا تكفيرين أو حتى تصفنا بأننا نرفض الطرف الأخر ، و ما يقال على على شاشات التلفاز أقل بكثير مما يكتب على صفحات الورق .
مؤكد أن من زار السعودية و شاهد كمية التعايش الذي تعيشه مناطق السعودية كافة ، سوف يدحض هذه الخُرافات ، بل أن البعض قد لاحظ أو شاهد كمية التسامح و التعاون الإجتماعي و المادي بين أفراد المجتمع من المواطنين أو المقيمين .
بل أن الكثيرين من الزوار و العاملين الغير مسلمين وجدوا الكثير من الاحترام والتقدير من الشعب السعودي على نطاق واسع ، و صفحات الإنترنت مليئة بالتجارب .
عموماً تهم كثيرة لُفقت لنا و تُهم كثيرة يقتات عليها مهاجرون في دول غربية .
اليوم ظهر للعلن التكفيريين الحقيقيين بعد أن كانوا يستخدمون المساجد في الخفاء لنشر الكراهية تجاه السعودية و حكامها و اللعب على العوامل النفسية لكسب الكثيرين من المتعاطفين البسطاء .
اليوم من يشاهد ردود أفعال محبي و عشاق ديكتاتور تركيا و حزبه التخريبي في المنطقة على حملة المقاطعة الشعبية التي يقودها الغيورين على بلادهم في السعودية ، ومن لحقهم من شعوب دول أخرى تضررت من مخططات الأخوان التخريبية ، يجد أن أتباع أردوغان في المنطقة بدأوا يستخدمون لغة التكفير في خطاباتهم لحث بعض البسطاء و المخدوعين بأن سلعهم المقدسة لا يرفضها إلا كافر !
و أن تركيا البلد المقدس يجب أن لا يتضرر إقتصادياً ، نعم تركيا الحانات و البارات و بيوت الدعارة مقدسة في عيون المغفلين ، بلد تعد مكاناً للإتجار بالبشر على نطاق واسع ، أصبحت اليوم مقدسة يجب أن لا تتم مهاجمتها ، بل أن بعضهم قال أن على كل مسلم واجب إسلامي بدعم دولة الخطف و الترهيب و الخيانة .
اليوم وكما يعلم الجميع أن ديكتاتور تركيا و مستشاريه سعوا ويسعون إلى تفكيك الدول العربية بخلق الفتن والأكاذيب وزعزعة فرص التعايش ، فمن حق أبسط مواطن أن يساهم في تجفيف مصادر تمويل الفتن و أن يعلن رفضه السياسات الداعية لزعزعة أمن بلاده .
أردوغان في عدة مواقف تحدث عن أنه لا مستقبل لدول في المنطقة ويقصد دول الخليج ، فكيف لمواطن أن يرضى على بلده وهي تحمل أطهر البقاع على وجه الأرض .
مستشار أردوغان " أقطاي " الذي قال في مقابلة تلفزيونية أنه يدعم وجود بيوت الدعارة في تركيا و أن تركيا دولة علمانية وليست إسلامية ، يشبه السعودية و شعبها ب " الكفار " بسبب أنهم قاطعوا المنتجات التركية التي لا تخدم السعودية و لا جودة الحياة التي تسعى لها .
هذه القضية تكشف لنا الوجه الحقيقي للحزبية المغطاة بغطاء إسلامي غير حقيقي ، وتكشف لنا أن من كان يصفنا بالتكفيريين وقع في شر أعماله و فضح نفسه ، وأثبت للعالم أجمع أن الحزبية الإسلامية ليست إلا إقصائية بحتة و لا تقبل التعددية ، و إن الحزبية الإسلامية تستخدم الدين لخداع البسطاء و الغير متعلمين ، و أن الحزبية الإسلامية ليست إلا غطاء توسعي للقومية التركية تمتطي عقول بعض المخدوعين بالشعارات الدينية من العرب وغيرهم .
اليوم الشعب السعودي ومن سار على نهجهم في مقاطعة مصادر الفتن سوف يثبتون لكل من كفرهم بأنهم أكثر وعي و أن مستخدمي الدين لأغراض شخصية قد أنتهى زمنهم و أصبح العقل والمصلحة الشاملة هي من تقود الموقف !