لم أشاهد العالمي مثل تلك الليلة في ليلة من أحلى الليالي(واثق الخطوة يمشي ملكا)، فقد طال غيابه الذي كنا على مدى أعوام في (شوق) شديد لطلته البهية الزاهية بثوب عريس في ليلة فرحه، ومع من؟ مع هلال كان عنوانه(المتعة) الكروية بكل ماتعنيه هذه الكلمة، والله يرحم (كان)، وبالذات حينما احتفينا به في مباراته أمام الشباب و(صفقنا) بحرارة لـ(الكوتش) سامي الجابر، إلا أنه في ذلك المساء خيب الظن فيه تماما، بحثنا عنه في الملعب فوجدناه(هباء منثورا) اختفى لا أثر له إطلاقا، فمارأيته على مستوى الأداء والعطاء وطريقة اللعب أشبه بفريق(حواري)لاتنظيم ولا تكتيك، وبالمختصر المفيد هلال سامي (فاقد) الهوية، سقط سقوطا ذريعا في أول اختبار مرتبط بشعار(متصدر لاتكلمني). -توقعت في مقال يوم المباراة أن الجوانب النفسية هي التي ستهزم النصر بنتيجة تاريخية، إلا أنني سبقت ذلك التوقع برؤية واقعية تتحدث عن فوارق فنية منحت من خلالها العالمي نسبة(55%) أحقيقة الفوز وهذا ماحدث، وإن كان ماقدمه لاعبوه في ذلك المساء يفوق تلك النسبة، حيث صال وجال(السهلاوي) ومن خلفه رجال كانوا على الموعد لإسعاد جماهيرهم العريضة بأنشودة(أسرح وأمرح والقلب يشرح)، ولو لعب أجانبهم لن أذهب إلى رأي وكلام عاطفي بعيد عن مباديء تحكمها أنظمة (احتراف)، إنما أقول بمنتهى الصراحة (حظك) ياهلال. -تخوفت من مدرب تغريه أحيانا هواجس تجره إلى عالم الاختراعات، إلا أنه في هذه المباراة كان(مثاليا) في دراسة الخصم وطريقة لعب شغل فيها(مخه) أكثر من شعر رأسه بما لديه من عناصر متميزة، ولعل غياب العنصر الأجنبي هو ما ساعده على(فرملة) فلسفة لم يعد الوقت مناسباً لاستخدامها فحقق انتصارا ثمينا كان واضحا على ملامح وجه كارينيو وجسم يقفز فرحاً من ربع الساعة الأول للشوط الأول. -فوز كتم الأنفاس(تمنيته) لمصلحة الكرة السعودية، وحينما أقول كتم الأنفاس لست مبالغا في هذا الوصف، فلم أسمع من يقول إن سامي الجابر كان (متفرجا) من بين معازيم حفلة (أنا النصر لاتقابلني)، وفي نفس الوقت (تائها). وربما زميلنا بتال القوس بحسه الصحفي سوف يقدم لنا مشاهد ولقطات لمدرب اكتفى بالفرجة وغائب مثل فريقه في ليلة (نسيه) المحللون بما في ذلك جماهير ناديه. -مبروك للعالمي هذا الانتصار المهم ولن أذهب مع تغريدة (متصدر لاتكلمني)، فالفوز على الهلال بالنسبة للنصراويين له طعم آخر ونكهة، غير عن أي نكهة فوز أخرى، وكماغردت هاشتاق في حسابي(متصدر كلمني)، أكرر هنا متمنيا لهلال(سامي) حظا أوفر في مباريات (الديري) المقبلة مع الاعتراف أن (الحظ) جافى الهلال في كرتين، وتعلق بالطول والعرض بمن يستحق النقاط الثلاث والصادرة عن جدارة واستحقاق.
الرياضية
رقم العدد:
9554
تاريخ النشر: 2013-11-26