يستمتع الإنسـان بحلاوة كتـاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم أثناء الجلوس معهما ، فهما المصدران الأساسيّان لمصادر شريعتنا الإسلاميـة ، ففيهما الاعتصام من الضلال والأهواء ، بهما يتكون المجتـمع البنّاء الذي يهتم بتنشـئة أفراده التنشئة الصالحة ، والحبّ لوطنـهم والتمسك بتراثـهم الثقافي ، والنهوض بأمّتهم إلى مستقبل مشرق ، تُضاء سمائه بجيـل متماسك ، أيديهم بأيدي بعض ضد المفكرين بفكر الدمار والهوان ، ليكونوا حصنًا منيعًا للمنحرفين بأفكار شياطين الإنس في زماننا هذا وعصرنا الحاضـر .
ظهر الفسـاد في الوقت الراهن بما كسبت أيدينا ، بتخلّينا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، في مجتمعاتنا الأُسَـرية والمؤسسات التـربوية ، فشعارنا القراءة دون الاستطلاع الحقيقي على فَهْـمِ ما ورد فيهما ، وعدم تعليـم أبنائنا أهميتهما ، وقتل روح التنافس عندهم بانشغال الوالديـن عنهم ، علمًا بأنّ الصبغة المترابطة لوحدة الأمّة تكون في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم .
انحرف الفكـر عند أصحاب الشهوات والشبهات ، فمالت قلوبهم عن الحـق وزاغت أبصارهم عن الاستبصار بجمال الوحدة الإسلامية ، فضاع فكرهمْ وتلخبطت آرائهم ، وانعزلوا عن مجتمعهم ، وبدأ القلق يلوح في خاطرهم ، فالهـوى منهجهمْ والفراغ سبيلهمْ وسوء الظن خيارهمْ ، فانهارت حياتهم وضاع مستقبلهم وذاقوا الذلّ والهوان بعد نهاية عمرهم ، في أبشع صورة نراهم بخاتمة السـوء والضلال .
يرتبط ( انحـراف الفكـر ) بالصورة الأوّليـة بالدِّين حتى تمَّ تشويه صورة الإسلام بأمثال هؤلاء المنحرفين ، فأولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا ، فينادون بالجهـاد الباطـل ويستشهدون بوقائع حدثت في عهد الصحابة ليس لهـا من الأمر شيء في زمانـنا هذا ، ويكيّفونها بطريقة ( احترافية انحرافيه ) حتى منْ كـان قلبـه ضعيـفًا يبدأ بتصديقهمْ والعمل معهـمْ ، نتيجة ضعف القاعدة في بناء شخصيته وفكره الغوغائي وعقلـه الهشّ فسرعان ما انهدم ، فيجب الحذر من هؤلاء والضرب بالحديـد لمن تروّج له نفسـه بهذا الفكـر والعمـل على تأديبها قبل فـوات الأوان .
يمثّل الفراغ أحد العوامل الرئيسية في ضياع الفكـر والانحراف العقلي ، علمًا بأنّ الفراغ والعقل نعمتان من نعم الله ، فإن لمْ نستطع صيانتهما والعمل على حفظهما فمصيرهما الانحراف والغـلو في الدين والتطرف و التجرؤ على الفتوى بغـير علم ، وبذلك يُغْلق المجتمع لأجل غير مسمّى ، فكان لزامًا على المؤسسات التربوية كالمدارس وَ وسائل الإعلـام وَ بـرامج التـوعية التدخل في ذلك بالحـوارات الهادفـة وتحصيـن الأبنـاء من مثل هذه الأفكار ، والاستنباطات المنهجية الصحيحة والنشاطات المحبّبة لقلوبهم ، في تكويـن وحدة المجتمع وتعزيز الهويـّـة الوطنيّـة والعربـيّـة الإسلاميـّة .
يجب اكتشـاف هذا الـداء ( الانحراف الفكري ) منذُ البدايـة ، فكلما استرسخ في الذهن كلّما صعب التعاملُ معه والعلاج من خطورته ، فالتطعيم الأوّلي يبدأ من الأسـرة في الصغر بتربية الأبناء والجلوس لمدّة عشرين دقيقة كلّ ثلاثة أيـام مثلًا ، بالتحدّث عن مشاكلهم تارة ، وبتفسيـر آيات من القرآن تارة ، وبالقصص المحببّة لأنفسهم تارة ، وباللعـب بأسلوب الذاكرة الخفيّة بالقراءة المركزة أثناء الجلسة تارة ، وقتها تكونُ أدركـت ( إنـماء ) عقل أبنائك بشيء من الحصانة والثقافة ضدَّ ( انحـراف الفكـر ) ..
< ومضـات >
.. ما أبغض الخـائن لدينه ولوطنـه!..
.. ما أشدّ اضطراب أمواجك أيها المنحـرف فكريّا! ..
.. ما الديّن الذي علّمك قتل أقاربك؟ ..
ما الفكـر الذي أُلْبستهُ لـ تدمير عقلك؟ ..
.. كفى عبثًا يا متّبعين الأهـواء ..
.. بدأ الإسلام غريبًا ..
.. ربّ احفظ دينـنا ووطنـنا ورجـال أمننـا