لن أشكر المنفذين على تنفيذ القانون، فهذا واجبهم، لكنني سأحتفي بالخبر من باب ترسيخ ثقافة حفظ الحقوق وتحقيق العدالة وتطبيق القانون، في مجتمع ترسخت فيه قناعة صعوبة مطالب الحقوق المالية، حتى وصل الأمر إلى أن يكون شعار «رح اشتك» أو «خل المحكمة تنفعك» الصفعة التي يتلقاها البعض عند مطالبة الآخرين بحقوقهم!
لن أنسى ذلك المقاول العربي الذي أخل بعقده في مشروع إنشائي للعائلة، فلما هددناه بالشكوى للقضاء أدار لنا جسده الذي ستره بالثوب السعودي ورأسه الذي غطاه بالغترة ليركب سيارته المرسيدس قائلا بلهجة سعودية مصطنعة «خلي القضاء ينفعك»!
كان يراهن على طول وملل وشقاء إجراءات التقاضي ليفت في عضدنا، فلما وكلت العائلة محاميا كلفت أتعابه خسائر إضافية فوق خسائر الإخلال بالعقد، جاء الحكم بعد ثلاث سنوات كاملة من المراوغة في حضور الجلسات ليلزمه بحكم لم ينفذ حتى اليوم بعد مرور أكثر عشر سنوات على صدوره، فانشغلنا بالحسرة، بينما انشغل صاحب المرسيدس بجني أرباح المزيد من العقود والمقاولات!
عند صدور الحكم القضائي في القضايا المالية والعقود التجارية ومطالب النفقة، يفترض أن تمارس السلطة القضائية بواسطة جهات التنفيذ استكمال تنفيذه دون حاجة صاحب الدعوى لنقل دوامه من المحكمة إلى «الحقوق»، فهو أحق بممارسة حياته الطبيعية من الجاني الذي يتسكع بسيارته «المرسيدس» تاركا لضحاياه «مرمطة» المحاكم وحسرة تنفيذ أحكامها!.
عكاظ الأحد 22/05/1435 هـ
23 مارس 2014 م
العدد : 4662