تأخيرة ما فيها خيرة!
قال نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم أن وزارة الصحة ستضيف أربع مدن جديدة لتدريب خريجي الدبلومات الصحية تضاف إلى مدن الرياض وجدة والدمام، وأشار إلى أن تكلفة برنامج تدريب الخريجين بلغت مليار ريال، حيث يصرف للمتدربين رواتب بنظام التدريب على رأس العمل!
ما قامت به الوزارة هو ما بح صوتي وأنا أدعو له منذ بروز المشكلة، فهو الحل الأمثل لمشكلة ضعف تأهيل خريجي معاهد تفرخت في شوارعنا في غياب الضوابط الأكاديمية، وهو حل ليس من «مخباتي»، بل نص عليه نظام الهيئات الطبية، وكان بإمكان الوزارة اللجوء إليه منذ اللحظة الأولى لولادة قضية خريجي الدبلومات الصحية بدلا من هدر الوقت، لكن كعادتنا البيروقراطية الأصيلة كان يجب أن تتدحرج كرة المشكلة لتتقاذف مسؤوليتها وزارات الصحة والمالية والخدمة المدنية والتعليم العالي، قبل أن يدرك الجميع أن الحل كان في النظام الذي يشكل مظلة لجميع الأجهزة الحكومية التي يفترض أن يكون عملها مكملا لبعضها ومتناغما ومنسجما لترجمة السياسة العامة للحكومة، وليس للتنافر وتقاذف المسؤوليات، وكأن كل جهة تغرد في سربها الخاص!.
المليار الذي يتحدث عنه نائب الوزير ليس كثيرا في استثمار طاقات شباب الوطن، وسيجني المجتمع ربحه مضاعفا متى ما وجد شبابا سعوديا مؤهلا يؤدي وظائفه في القطاع الصحي بكل كفاءة وجدارة وأهلية، فليس هناك أفضل من زراعة نخلة يسقط رطبها في حوضها لا الحوض المجاور!.
عكاظ الأربعاء 18/05/1435 هـ
19 مارس 2014 م
العدد : 4658
